*المرصد /فريق الرصد والمتابعة
قال المرشد الإيراني علي خامنئي، في خطاب له اليوم الخميس، إن "الكيان الصهيوني قد انهار وسُحق تقريباً تحت ضربات الجمهورية الإسلامية"، مهنئاً الإيرانيين "بالانتصار على الكيان الصهيوني المزيف"، ومضيفاً أن الولايات المتحدة "لم تحقق أي إنجاز" بانضمامها إلى الحرب مع إسرائيل ضد إيران. وأوضح في كلمته المصورة الأولى بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل أن "ذلك الكيان الذي كان يثير الكثير من الجلبة والضجة، ويسوق مزاعم القوة، قد تهاوى وانهار تقريباً تحت ضربات الجمهورية الإسلامية".
وأضاف أن إسرائيل لم تكن لتتصور يوماً أن تتلقى مثل هذه "الضربات القاسية" من القوات المسلحة الإيرانية، لكن ذلك حدث بالفعل. وأشار إلى أن القوات المسلحة الإيرانية "نجحت في تجاوز دفاعاتهم المتقدمة متعددة الطبقات، وتمكنت من تسوية العديد من مناطقهم الحضرية والعسكرية بالأرض باستخدام صواريخها المتطورة وهجماتها الدقيقة"، مؤكداً أن "على الكيان الصهيوني أن يدرك أن أي اعتداء ضد الجمهورية الإسلامية سيتسبّب له في أثمان باهظة للغاية".
كما هنأ خامنئي الإيرانيين بما اعتبره "انتصار إيران على امريكا"، موضحا أن الولايات المتحدة "دخلت الحرب بشكل مباشر لإنقاذ إسرائيل من الدمار الكامل، لكنها فشلت، ولم تحصد أي مكاسب ملموسة"، مشدداً على أن الهجمات الامريكية على المنشآت النووية الإيرانية "لم تثمر عن نتائج مهمة"، مضيفا: "هاجموا مراكزنا النووية، لكنهم لم يحققوا أهدافهم الرئيسية".
وعلق على تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشأن نتائج القصف الامريكي للمنشآت النووية، قائلا: "ترامب بالغ بشكل مفرط وغير طبيعي في ما جرى، وظهر للجميع حاجته الشخصية إلى تلك المبالغات لإخفاء الحقيقة. لم يتمكنوا من تحقيق ما أرادوا، لذا لجأوا لتوظيف التضخيم للتغطية على فشلهم".
في المقابل، أعلن خامنئي أن إيران ردت بقوة على امريكا بضرب واحدة من أهم قواعدها العسكرية الإقليمية، وهي قاعدة العُديد في دولة قطر، متسببة بـ"أضرار".
وأضاف: "هؤلاء الذين لجأوا للتضخيم في البداية (في نتائج الهجمات الامريكية على إيران) حاولوا التقليل من أهمية تلك الضربة (على القاعدة الامريكية)، لكن الحقيقة أن الأمر كان حدثاً كبيراً"، على حد تعبيره. وأضاف المرشد الإيراني الأعلى أنّ قدرة إيران على الوصول إلى مراكز امريكية حساسة في المنطقة والتصرف ضدها عند الضرورة "ليس بالأمر البسيط"، واصفاً ذلك بـ"الحدث الكبير"، الذي قال إنه يمكن أن يتكرر في المستقبل إذا اقتضت الحاجة.
تهنئة خامنئي الثالثة كانت حول ما وصفه بـ"وحدة الشعب الإيراني غير المسبوقة"، موضحاً أن "شعبًا يبلغ تعداده نحو 90 مليون نسمة وقف كشخص واحد، متحداً، يهتف بصوت واحد، يدعم القوات المسلحة، ويعمل من دون أي خلافات في المطالب والأهداف". وتطرق خامنئي إلى تصريحات ترامب حول ضرورة استسلام إيران، قائلا: "لم تعد القضية تتعلق ببرنامجنا النووي أو بالصناعة النووية، بل الأمر يتعلق بجعل إيران تستسلم". لكنه أضاف مستهزئا: "مثل هذا الطلب أكبر من أن يصدر عن رئيس امريكي. إيران العظيمة، بتاريخها العريق، وثقافتها، وعزيمتها الصلبة، لا تعرف الاستسلام. هذه مجرد خرافة يسخر منها العالم".
وأكد أن ترامب أظهر بوضوح أن الامريكيين "لن يرضوا بأقل من استسلام إيران الكامل"، قائلا إن "الشعب الإيراني يجب أن يدرك أن هذه هي حقيقة العداء الامريكي. امريكا تريد إذلال إيران، وهذا لن يحدث أبدا".
وختم خامنئي بالتشديد على أنّ "الشعب الإيراني شعب عظيم، وإيران بلد قوي وعريق بحضارته وثروته الثقافية والتاريخية، التي تفوق بمئات المرات نظيرتها عند امريكا وأمثالها. لذا فإن مجرد توقع أن تستسلم إيران هو ثرثرة ومثير للسخرية"، وفق تعبيره.
رداً على خامنئي.. ترمب يعلن وقف إجراءات تخفيف العقوبات عن إيران
وفي اول رد فعل له انتقد الرئيس الامريكي دونالد ترمب، الجمعة، تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي بشأن "تحقيق إيران للانتصار" في حربها مع إسرائيل، معلناً وقف العمل على خطط لتخفيف العقوبات عن طهران.
وقال ترمب في منشور على منصته "تروث سوشيال": لماذا يقول خامنئي زعيم إيران الممزقة بالحروب.. أنه انتصر في الحرب مع إسرائيل، في حين يعلم أن تصريحه كاذب".
واعتبر ترمب أن إيران "دُمرت، وتم محو 3 من مواقعها النووية بالكامل"، مضيفاً: "كنت أعلم بالضبط أين كان مختبئاً (خامنئي)، ولم أسمح لإسرائيل أو للقوات الامريكية، بإنهاء حياته".
وزعم الرئيس الامريكي، أنه أنقذ المرشد الإيراني من "موت بشع، ومُذل جداً"، وتابع: "هو ليس مضطراً ليقول: شكراً".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال، الخميس، إن إسرائيل حاولت اغتيال المرشد الإيراني خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً، لكنه أضاف: "لم تكن هناك فرصة عملياتية للقيام بذلك".
وأشار الرئيس الامريكي في منشوره، إلى أنه "طالب" إسرائيل في نهاية الحرب بـ"إعادة عدد كبير من المقاتلات، التي كانت تتجه إلى طهران سعياً لتحقيق يوم كبير، وربما الضربة القاضية".وذكر أن هذه الضربة لو نفذت "كانت ستحدث دماراً هائلاً، كما أن عدداً كبيراً من الإيرانيين كانوا سيقتلون. لقد كان من المقرر أن تكون أكبر ضربة في الحرب، بلا منازع".
وأفاد ترمب أنه عمل "خلال الأيام الأخيرة، على احتمال رفع العقوبات، وغيرها من الإجراءات، التي كانت ستمنح إيران فرصة أفضل بكثير لتعافي سريع وشامل".
وأضاف: "بدلاً من ذلك، تلقيت بياناً مليئاً بالغضب والكراهية والاشمئزاز"، معلناً أنه "أوقف على الفور كل العمل المتعلق بتخفيف العقوبات، وغير ذلك من الجهود".
ودعا الرئيس الامريكي إيران إلى "العودة إلى مسار النظام العالمي"، وتابع: "وإلا فإن الأمور ستزداد سوءاً بالنسبة لها. هم دائماً غاضبون وعدائيون وتعساء.. ليست لديهم أي بارقة أمل، وما ينتظرهم أسوأ بكثير".
وتأتي هذه التصريحات بعدما كشفت شبكة CNN الامريكية، الخميس، أن إدارة ترمب ناقشت، مؤخراً، تخفيف العقوبات عن إيران، ومساعدتها في الحصول على ما يصل إلى 30 مليار دولار، لإنشاء برنامج نووي مدني لتوليد الطاقة.
عراقجي: إذا أراد ترمب اتفاقاً مع إيران فعليه احترام خامنئي
من جهته قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، السبت، إنه إذا كان الرئيس الامريكي دونالد ترمب يرغب بشكل صادق في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، فعليه أن يتوقف عن "النبرة غير اللائقة وغير المقبولة" تجاه المرشد علي خامنئي.
وجاءت تصريحات عراقجي رداً على منشور للرئيس الامريكي دونالد ترمب، الذي اتهم خامنئي بـ"الكذب"، بعدما أعلن انتصار إيران في الحرب ضد إسرائيل.
ووصف عراقجي في منشور على منصة "إكس"، الشعب الإيراني بـ"العظيم والقوي"، معتبراً أنه "أثبت للعالم أن النظام الإسرائيلي لم يكن أمامه خيار سوى الهروب إلى والده (الولايات المتحدة) ليتجنب سحقه بصواريخنا". مشدداً على أن الإيرانيين "لا يتسامحون مع التهديدات والإهانات".
واعتبر عراقجي أنه "إذا قادت الأوهام إلى أخطاء أسوأ، فلن تتردد إيران في كشف قدراتها الحقيقية، والتي ستنهي بالتأكيد أي وهم بشأن قوة إيران". وأكد في منشوره أن "النوايا الحسنة تولّد نوايا حسنة، والاحترام يولّد الاحترام".
إيران تعلّق رسمياً التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
في عضون ذلك قال المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور الإيراني، هادي طحان نظيف، يوم الخميس، إنّ المجلس صادق على مشروع قانون تقدّم به البرلمان بشأن تعليق التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، فيما قالت الوكالة إنها لم تتلقَ أي اتصال رسمي من طهران بشأن ذلك. وأعلن رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، عن دخول القانون حيز التنفيذ بعد موافقة مجلس صيانة الدستور عليه، مؤكداً في منشور له اليوم على منصة إكس أنّ استمرار التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي قال "إنها تؤدي دور المنفذ لنظام الكيان الصهيوني غير الشرعي" غير ممكن "قبل التأكد من ضمان أمن منشآتنا النووية".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في تصريح له تعليقاً على إقرار مشروع قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) إنّ "هذا المشروع يجسّد إرادة الشعب الإيراني، ويشكّل رداً صريحاً على الاعتداءات غير القانونية التي تتعرض لها بلادنا".
من جانبها، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم إنها لم تتلق أي اتصال رسمي من إيران بشأن مشروع القانون الذي حصل على الموافقة النهائية. وأضافت الوكالة في بيان كما أوردته وكالة رويترز: "نحن على علم بتلك التقارير. ولم تتلق الوكالة بعد أي اتصال رسمي من إيران في هذا الشأن".