×


  بیانات و خطابات

  أنطونيو غوتيريش: نعول على الحكومة الجديدة في مواصلة جهودها لبناء الثقة والاستقرار



نص كلمته خلال المؤتمر الصحفي مع رئيس وزراء العراق

 

 

 عزيزي السيد رئيس الوزراء،

 أود أن أشكركم على كرم الضيافة الحار جداً الذي تلقيته من حكومة وشعب العراق.

 

 السيدات والسادة العاملون في وسائل الإعلام،

 ومن دواعي سروري أن أكون هنا في بغداد مرة أخرى.

 فهذه الأرض هي موطن لتاريخ حافل وثقافة ثَرَّة ومساهماتٍ جمّة للإنسانية يعود تاريخها إلى آلاف السنين.

 وقد شاهدنا في عصرنا هذا شجاعة الشعب العراقي وثباته وإصراره.

 فقد عمل العراقيون على التغلب على عقود من العنف والقمع والحرب والإرهاب والطائفية والتدخل الأجنبي.

 وعراق اليوم هو بلد مغاير تماما لما كان عليه في تلك الأوقات.

 بلد ينعم بمزيد من السلام والأمن.

 بلد مصمم على مواصلة الصعود على سلم التنمية.

 إني أهنئ الشعب العراقي بشدة على هذه الإنجازات.

 فعلى الرغم من كل الصعاب، لم يتوانَ الشعب العراقي قط في التزامه ببناء مجتمع سلمي شامل للجميع ويرتكز على سيادة القانون والمؤسسات الديمقراطية.

 

 السيد السوداني، رئيس الوزراء،

 أتقدم باسم الأمم المتحدة بتهانيَّ الخالصة للعراق على الانتخابات الأخيرة.

 وأثق في أن المؤسسات العراقية ستساعد في ضمان القيام بعملية تشكيل الحكومة في الوقت المناسب وبشكل سلمي بما يعكس إرادة الشعب العراقي وتطلعاته للاستقرار والتقدم.

 وأعول على الحكومة الجديدة في مواصلة جهودها لبناء الثقة والاستقرار بين جميع فئات المجتمع، والحفاظ على يقظتها ضد الإرهاب - وقد قدمتم أنتم، السيد رئيس الوزراء، مساهمة بالغة الأهمية في هذا الشأن.

 وأُعرب مرة أخرى عن تقديري لالتزام الحكومة بإعادة مواطنيها من شمال شرق سوريا - ولا سيما من مخيم الهول. إنه إنجاز إنساني رائع.

 وقد أتيحت لي، قبل عامين، الفرصة لمقابلة بعض الذين تمت إعادتهم إلى الوطن - من بين 000 17 شخص تمت إعادتهم حتى الآن.

 ويجب أن نواصل العمل من أجل إيجاد حلول تحفظ كرامة الناس في جميع مراحل عملية الإعادة إلى الوطن وإعادة الإدماج.

 وقد ناقشنا أيضاً الوضع في غزة، حيث يجب احترام وقف إطلاق النار، ويجب أن يصمد اتفاق السلام ويمهد الطريق أمام حلول سياسية طويلة الأمد فقد عانى الشعب الفلسطيني الأمرّين  ويحتاج الآن - هو والعالم كله - إلى مسار سياسي موثوق نحو إنهاء الاحتلال، وإعمال حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وصولاً إلى حل الدولتين الذي يمكّن الإسرائيليين والفلسطينيين من العيش في سلام وأمن.

 وأخيراً، ناقشنا حدثا هاماً:هو إغلاق بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق - يونامي. فعلى مدى السنوات الـ 22 الماضية، عملت هذه البعثة الخاصة بتواضع وتصميم على مساعدة العراقيين على إعادة البناء بعد عقود من القمع والحرب وعدم الاستقرار، مع الاحترام الكامل لمبدأ تولي مقاليد الأمور على الصعيد الوطني.

 بدءا من النهوض بالحوار السياسي الشامل للجميع والمصالحة بين الفئات العديدة التي يشكل العراق وطناً لها. مرورا بدعم الإصلاحات القضائية والقانونية، وتعزيز حقوق الإنسان والحقوق المدنية والسياسية للأقليات والنساء والفتيات  وصولا إلى مساعدة الحكومة على ضمان العودة الآمنة والكريمة لملايين النازحين داخليا؛ وتنسيق العمل الإنساني والإنمائي لوكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها.

 لطالما كان هدفنا دعم حكومة العراق، ودعم إجراء الانتخابات كما حدث مؤخراً. والقيام بذلك بالتزام راسخ، مع احترامنا الدائم لحق الشعب العراقي في قيادة مسيرة تنميته.

 لقد كان الانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية الذي استمر عقدين من الزمن صعباً وكانت بدايته عنيفة - لم تسلم منها بعثة الأمم المتحدة هنا.

 فبعد فترة وجيزة من تأسيس البعثة في عام 2003، استهدف هجوم إرهابي مقر قيادتها في فندق القناة، مما أسفر عن مقتل 22 من موظفي الأمم المتحدة وإصابة أكثر من 100 آخرين.

 ويتم الآن إحياء يوم هذا الهجوم الرهيب - 19 آب/أغسطس - باعتباره اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي نكرم فيه العاملين في المجال الإنساني في كل مكان.

 

 السيدات والسادة الإعلاميين،

 إن من دواعي فخر الأمم المتحدة أنها قامت بدور في هذه الفترة من تاريخ العراق. وتقف إسهامات بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق شاهداً على الدور القيّم الذي تقوم به الأمم المتحدة في مساعدة البلدان على تجاوز المراحل الانتقالية السياسية وبناء السلام والاستقرار.

والآن مع إغلاق البعثة، سيبقى العديد من وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها المتخصصة هنا لتواصل عملها الإنمائي الحيوي دعماً للعراق والعراقيين. لكن هناك أمر واحد يجب أن يفهمه العالم، وهو أن العراق أصبح الآن دولة طبيعية، وستكون العلاقات بين الأمم المتحدة والعراق علاقات طبيعية مع انتهاء مهمة يونامي.

 إننا نتطلع إلى البناء على ما تم إنجازه خلال السنوات الـ 22 الماضية، والوقوف مع العراقيين لبناء البلد المزدهر والمستقر والسلمي الذي يستحقونه.

شكراً لكم.


14/12/2025