×


  تركيا و الملف الکردي

  زيارة اللجنة البرلمانية إلى جزيرة ايمرالي تطور تاريخي



 

وصف الرئيس العام لحزب الحركة القومية دولت بهجلي زيارة اللجنة البرلمانية إلى ايمرالي للقاء اوجلان بـ "تطور تاريخي"، قائلا: "المخاطب الرئيسي في إمرالي".ونوه بهجلي خلال اجتماعه مع مجموعة حزبه في البرلمان إلى زيارة اللجنة البرلمانية إلى ايمرالي في 24 تشرين الثاني:حيث وصف بهجلي اللقاء مع اوجلان بـ "تطور تاريخي"، وقال: "المخاطب الرئيسي في إمرالي".

وتابع بهجلي حديثه: "ماذا يقولون؟ يزعم أننا ارتكبنا جريمة بموجب الدستور والقوانين، إذا حاكمتم، فحاكموا خداعكم وفسادكم، انظروا، أقول بشجاعة: ليعم السلام والطمأنينة في تركيا، ولينتهي الإرهاب من حياتنا إلى الأبد، وفي المقابل، ليتم إعدامنا في سبيل تحقيق ذلك".

وأضاف دولت بهجلي: "يتواجد أحد أهم المخاطبين الرئيسيين لجعل تركيا دون إرهاب، في إمرالي، وقد توجه نواب من حزب الحركة القومية وحزب العدالة والتنمية وحزب المساواة وديمقراطية الشعوب إلى جزيرة ايمرالي في إطار قرار الأغلبية الذي اتخذ يوم الجمعة إلى إمرالي، ويعتبر هذا  تطور تاريخي، وبهذه المناسبة أود أن أعرب عن خالص امتناني لـ فتي يلدز ونوابنا الآخرين، إذا امتنع حزب الشعب الجمهوري والأحزاب الأخرى في اللجنة عن التوجه إلى إمرالي، فليفعلوا".

 

فتح ملف الصراع الكردي–التركي

اللقاء مع أوجلان أعاد فتح ملف الصراع الكردي–التركي من بوابة سياسية جديدة، ولكنه كشف في الوقت نفسه حجم الانقسام الداخلي حول النهج المتبع. ووسط دعم قوميي السلطة وتردد أطراف الحكم، يبقى مستقبل العملية مرهونا بمدى قدرة أنقرة على إدارة التوازنات الدقيقة.وأثار اللقاء الذي جمع وفدا برلمانيا تركيا بزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في سجنه بجزيرة إيمرالي موجة واسعة من الجدل السياسي، خصوصا بعد إعلان زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي دعمه الصريح لهذه الخطوة، واعتباره اللقاء “تطورا تاريخيا” مهما قيل إنه يخالف الدستور أو يفتقر للغطاء القانوني.

ويأتي هذا التطور في مرحلة سياسية حساسة تشهدها تركيا بعد إعلان حزب العمال الكردستاني إنهاء العمل المسلح، وإطلاق عملية سياسية جديدة تديرها لجنة برلمانية واسعة التمثيل.

 

 

وفد ثلاثي يعبر الخطوط الحساسة

شارك في الزيارة نائب واحد عن كل من: حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحزب الحركة القومية،

حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب. في المقابل امتنعت أحزاب المعارضة الرئيسية، مثل حزب الشعب الجمهوري وحزب الخير، عن إرسال ممثلين. وعبر حزب الشعب الجمهوري عن رفضه لاتخاذ قرار بهذه الحساسية بعيدا عن النقاش العلني، بينما هاجم حزب الخير الخطوة بشدة ودعا المواطنين إلى محاسبة الحكومة.

 

أجندة الزيارة ونتائجها الأولية

أكد رئيس البرلمان لاحقا أن الوفد التقى أوجلان بالفعل، وأنه عاد إلى أنقرة مزودا بمحاضر مكتوبة ستعرض على اللجنة لاستخدامها في المرحلة التالية من العملية السياسية. وتمثل هذه الزيارة أول لقاء رسمي يجمع وفدا مشتركا من أحزاب تركية قومية وكردية مع أوجلان منذ انهيار المحادثات السابقة.

 

 

تضارب تصريحات ممثل حزب العدالة والتنمية

أثار نائب الحزب الحاكم في الوفد، حسين يايمان، حالة من الارتباك حين نفى في البداية مشاركته في الزيارة، قبل أن يتراجع ويؤكد حضوره. وقد فتح هذا التضارب باب الأسئلة حول تباينات داخلية في صفوف التحالف الحاكم بين العدالة والتنمية والحركة القومية.

 

غياب الخبر عن الصحف الموالية

لم تبرز عدة صحف محسوبة على الحكومة الخبر في صفحاتها الأولى، في مؤشر يربطه محللون بحساسية الموضوع لدى القاعدة المحافظة والقومية للحزب الحاكم، التي تعارض أي شكل من أشكال التواصل مع قيادة حزب العمال الكردستاني.

 

آفاق العملية: لجنة تستعد للمرحلة التشريعية

من المنتظر أن تجتمع اللجنة البرلمانية مجددا لدراسة محاضر اللقاء وصياغة مقترحات تشريعية تتعلق بإطار تركيا في مرحلة ما بعد النزاع، في وقت تتباين فيه الردود بين من يراها فرصة انتقال جديدة، ومن يعتبرها مجازفة سياسية محفوفة بالغموض.


30/11/2025