×


  المرصد الامریکي

  تولسي غابارد: دبلوماسيتنا الجديدة ومسار الأمن والاستقرار والسلام



مكتب مدير الاستخبارات الوطنية/الترجمة والتحرير: محمد شيخ عثمان

 

في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2025، ألقت تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية الامريكية، كلمة في حوار المنامة 2025 الذي نظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في المنامة، البحرين هذا نصها:

شكرا لكم، أيها الضيوف الكرام، أصحاب السعادة، الأصدقاء، وزملاءنا صانعي السلام.

 إنه لشرف لي أن أنضم إليكم جميعا هذا المساء.

شكرا جزيلا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية وفريقكم على تنظيم هذا الحوار الاستثنائي مرة أخرى.

 إنه لشرف لي أن أتحدث إليكم هنا في مملكة البحرين في هذه المرحلة المحورية من تاريخ العالم.

بينما نجتمع هنا، نتذكر أن الأمن والاستقرار والسلام الحقيقيين لا يمكن أن يصنعا بمعزل عن بعضهما، بل بتضافر جهود صانعي السلام الذين يسعون جاهدين لتحقيق هذا الهدف المشترك.

 اليوم، أود أن أتحدث بصراحة عن نفسي كجندي مخضرم شهد بنفسه التكلفة الباهظة للحرب وبصفتي شخصا خدم تحت قيادة الرئيس ترامب، فقد لمست بصيص الأمل في السلام. تتمثل رؤيته في تحقيق انتصارات حقيقية، ليس فقط لأمريكا، بل لقضيتنا الجماعية في السلام والازدهار، وذلك من خلال واقعية مبدئية راسخة، متجذرة في الأهداف والمصالح والقيم المشتركة.

إن أسلوب واشنطن القديم في التفكير هو أمر نأمل أن يكون قد ولى، وهو أمر أعاقنا لفترة طويلة.

لعقود، ظلت سياستنا الخارجية حبيسة دوامة لا نهاية لها من تغيير الأنظمة أو بناء الدول، وهو نهج واحد يناسب الجميع، قائم على إسقاط الأنظمة، ومحاولة فرض نظام حكمنا على الآخرين، والتدخل في صراعات بالكاد يفهم معناها، والخروج بأعداء أكثر من حلفاء.

 النتيجة: إنفاق تريليونات الدولارات، وإزهاق أرواح لا تحصى، وفي كثير من الحالات، خلق تهديدات أمنية أكبر، وصعود جماعات إرهابية إسلامية مثل داعش.

سمعنا الرئيس ترامب ونائبه فانس يتحدثان الأسبوع الماضي عن أملهما في أن تستمر اتفاقيات إبراهام في النمو والتوسع بما يسمح باستقرار وسلام إقليميين حقيقيين ودائمين.

هذا هو نهج سياسة الرئيس ترامب "أمريكا أولا" في التطبيق، بناء السلام من خلال الدبلوماسية، مع إدراك أنه لا يمكن تحقيق الرخاء بدون سلام.

خفف الرئيس ترامب من حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية من خلال المحادثات المباشرة. خلال ولايته الأولى، فتح خطوط اتصال مع كوريا الشمالية كانت مجمدة لأجيال.

فعل ما لم يكن أي رئيس آخر مستعدا للقيام به:

 -التواصل المباشر للحديث عن السلام.

 -أعاد القيادة الأمريكية في الخارج.

- توسط في التطبيع الاقتصادي بين صربيا وكوسوفو، مما عزز الاستقرار والسلام في منطقة البلقان.

والآن، بعد تسعة أشهر فقط من ولايته الثانية، تعزز أجندة الرئيس ترامب "أمريكا أولا" هذه الجهود وترسي السلام على نطاق لم نشهده منذ عقود.

 لقد نجح في تأمين وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، وإسرائيل وإيران، واتفاقية سلام بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، واتفاقية سلام بين أرمينيا وأذربيجان، وكمبوديا وتايلاند، وتجنب الصراع بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة الإثيوبي الكبير.

 وكما ذكر سابقا، وهو أمرٌ محوريٌ للكثيرين منا، فقد تفاوض على إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء من حماس. ورغم هشاشة هذه الخطة التاريخية لوقف إطلاق النار والسلام، إلا أنها تمضي قدما. وهي تفعل ذلك بدعم متكامل من العديد من شركائنا هنا في هذه القاعة.

إذن، ما الذي يربط كل هذا معا؟ فكرة بسيطة وثورية: السعي لتحقيق المصالح المشتركة. إيجاد تلك الحلول المرضية للجميع حيثما تتوافق، والاعتراف بأنه نعم، ستكون لدينا خلافات وسنعمل على حلها.

الرئيس ترامب يدرك أن الجميع لن يتشاركوا قيمنا أو نظام حكمنا، وهذا أمرٌ طبيعي.

 الأهم هو إيجاد أرضية مشتركة تجمعنا وبناء تلك الشراكات والتقدم على تلك الأسس المشتركة.

 أمورٌ مثل استقلال الطاقة الذي يسهم في استقرار الأسواق العالمية، وأمورٌ مثل مكافحة الإرهاب، وهو أمرٌ يتزايد في مختلف أنحاء العالم، وتعزيز الشراكات التجارية لتعزيز النمو الاقتصادي والابتكار.

هذه هي المكونات، بل هي أساس الشراكات والصداقات الدائمة. لذا، فإن "أمريكا أولا" لا تعني عزل أنفسنا.

وكما أثبت الرئيس ترامب، فهي تعني الانخراط في دبلوماسية مباشرة، والاستعداد لإجراء حوارات لا يرغب الآخرون في إجرائها، وإيجاد مسار للمضي قدما يتوافق مع مصالحنا السيادية المشتركة.

وهذا هو سبب اجتماعنا اليوم في المنامة. يمكننا أن نلتزم بهذا المسار بأنفسنا ونضعه موضع التنفيذ مع قيادة البحرين.

 عاما بعد عام، تبين لنا استضافة هذه الحوارات المهمة طريق المضي قدما، حيث تجمع دولا من جميع أنحاء العالم، وتعزز المصالح المشتركة، وتعزز الشراكات وقنوات الاتصال التي تمكننا من حل خلافاتنا وتحقيق نتائج ترضي شعوبنا.

في عهد الرئيس ترامب، الولايات المتحدة شريكتكم في تنفيذ هذه الرؤية، كصانعة صفقات ملتزمة بالسلام.

ونتطلع معا إلى مواصلة هذا المسار نحو السلام، وإنهاء الحروب التي طبعت أجيالا عديدة، وتحقيق الرخاء للملايين، والمساعدة في دعم مستقبل شرق أوسط يكون فيه الأمن ثمرة التعاون، لا ثمنا للصراع.

شكرا جزيلا لكم. بارك الله فيكم. بارك الله في السعي نحو السلام.


30/11/2025