*صلاح الدين دميرتاش
صفحة الكاتب/الترجمة والتحرير: محمد شيخ عثمان
في الوقت الذي يجري فيه النقاش حول زيارة لجنة البرلمان إلى جزيرة إمرالي، لا يبدو مناسبا تحويل الأنظار إلى قضايا أخرى.
لكن الجدل الذي يُثار باسمي – بشكل مباشر أو غير مباشر – يؤثر على العملية برمّتها، ولذلك أكتب هذه السطور لتوضيح بعض النقاط بصورة صريحة.
في لحظة حرجة ودقيقة كهذه، حيث تدور في الخارج عملية بالغة الأهمية، آخر ما أريده هو أن أكون في صدارة جدول الأعمال، فالنقاشات الدائرة حول التطورات العاجلة المرتبطة بزيارة لجنة البرلمان إلى إمرالي ينبغي أن تبقى في صميم الاهتمام، لأن تحويل النقاش إلى اتجاه آخر يشتت الهدف الأساسي: تقدّم مسار السلام.
لذا آمل أن تكون هذه الرسالة خاتمة لكل التكهنات والجدالات غير الضرورية.
1- أنا داعم كامل لمسار السلام
أنا خلف مبادرات السلام بشكل كامل؛ تلك التي بدأت بمبادرة السيد عبد الله أوجلان، وانضم إليها رئيس الجمهورية والسيد دولت بهجلي بشجاعة كبيرة، وتحظى بدعم قوي من المعارضة، وعلى رأسها السيد أوزغور أوزال.
لا توجد بيني وبين السيد أوجلان أي منافسة أو خلاف أو تباين في هذا الشأن.
دور السيد أوجلان ومسؤوليته التاريخية في هذه العملية بالغ الأهمية، وهو وحده القادر على القيام به، ولا يستطيع أحد – بمن فيهم أنا – أن يحل محله. أما دوري في السياسة الديمقراطية فهو دعم جهود السلام وتعزيزها، ولا يستطيع أحد أن يقوم بهذا الدور نيابة عني.
ومع ذلك، فإن ظروف الاحتجاز في إمرالي وأدرنة تجعل من الصعب أداء هذه المهمة بشكل صحي وسليم. هذه حقيقة، وليست شرطا أو طلبا أو مساومة.
آمل أن تزور لجنة البرلمان إمرالي لترى ما أعنيه، وتستمع مباشرة إلى الحقائق من مصدرها.
2- لا أكنّ الكراهية لأحد… ومستعد للحوار مع الجميع
لا أحمل ضغينة أو كراهية تجاه أي طرف، ولا أملك ترف ذلك أصلا. وإذا حصلتُ يوما على حرية الحركة، ووافق المعنيون، فسألتقي وجها لوجه مع جميع الفاعلين السياسيين، بما في ذلك:
* أوزغور أوزال
* دولت بهجلي
* علي باباجان
* أحمد داود أوغلو
* فاتح أربكان
* أكان باش
* محمود أريكان
* موسافَت درويش أوغلو
وأستمع إلى آرائهم وانتقاداتهم، وأطرح وجهات نظري بصدق خدمة لمستقبل البلاد.
سأفعل ذلك بروح منفتحة، بعيدا عن الحسابات الحزبية أو المناصب أو المواقع. وإذا ما كان الرئيس جادا في فتح صفحة جديدة عبر إصلاحات ديمقراطية تقود البلاد إلى واقع اجتماعي واقتصادي مختلف، فسأدعمه دون تردد، تماما كما أدعم مسار السلام دون قيد أو شرط.
3- حزبي هو حزب الشعوب والديمقراطية (DEM) ولن يكون لي حزب غيره
دخلتُ المعترك السياسي عبر حزب المجتمع الديمقراطي (DTP)، وممثل تقاليدنا السياسية اليوم هو حزب DEM، وهو حزبي الوحيد.
وحتى لو اضطررت يوما للخروج من السياسة العملية، فبيتي سيبقى حزب DEM.
أما الأحاديث عن تأسيسي حزبا جديدا أو انتقالي إلى حزب آخر، فمحض تكهنات لا أساس لها.
4- النضال السياسي لا يقتصر على الأحزاب وحدها
الحياة كلها مجال للنضال السياسي. وحتى إن لم أكن في موقع سياسي نشط، فسأظل جزءا من النضال الديمقراطي، وسأواصل ذلك بكل السبل المتاحة.
كل ما عدا ما ذكرته هنا هو تضليل أو تعليق أو تكهّن غير صحيح.
سنُنجح السلام… ثم نحقق العدالة والمساواة والأخوّة
سنواصل خطانا بالصبر، خطوة خطوة، لبناء السلام أولا، ثم العدالة والمساواة والأخوّة.
لا مجال لليأس أو اللامبالاة. سننجح بلا شك.
والآن تبقى عيوننا وآذاننا موجهة نحو القرار الشجاع والتاريخي الذي ستتخذه لجنة البرلمان.
سجن أدرنة
20 تشرين الثاني 2025