صرّح مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون أن استمرار المسيرة السلمية في تركيا سيفيد الجميع، لكنه غير مقتنع بأن أردوغان يريد التوصل إلى حل.
أجاب مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون على أسئلة الصحفي أرم كانسوي على قناة (مديا خبر) Medya Haber TV.
صرّح بولتون أن سياسة ”العثمانية الجديدة“ التي تنتهجها تركيا في عهد الرئيس أردوغان تتبلور في دعم الجماعات الإسلامية المتطرفة والهجمات عبر الحدود ضد الكرد. كما قيّم الدعم المقدم لحركة حماس، وكذلك الدور في تغيير النظام في سوريا، على أنهما جزء من هذه السياسة.
وأوضح بولتون أن أردوغان يتدخل بشكل مباشر في سوريا برغبة في فرض الهيمنة، كما يستخدم قوات بالوكالة، ويرى أن منح مكانة محتملة مستقلة للكرد في سوريا يتعارض مع مصالحه، وأردف قائلا: "إنها حقبة خطيرة للغاية بالنسبة للكرد في سوريا. سواء بسبب الضغط المباشر من الحدود التركية، أو على يد الشرع".
لا نعتقد أن إدارة ترامب قد فهمت ذلك
وذكر بولتون أنه لا يعتقد أن إدارة ترامب لديها إجابة محددة وملموسة على السؤال ”ما نوع العلاقة مع الكرد في الشرق الأوسط“، وتابع حديثه قائلا: "يعتبر الجيش الأمريكي أن الجنرال مظلوم وأعمال قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش قيّمة للغاية. ويشعر الكثيرون في واشنطن بالقلق من أن داعش قد يتعافى من جديد ويستعيد قوته. قد لا يتمكن من السيطرة على منطقة كما في السابق، ولكن هذه الجماعة قد تعود إلى الواجهة كقوة إرهابية. وأولئك الذين يدركون الدور الذي لعبه الكرد في هزيمة داعش في العراق وسوريا وتركيا يريدون حمايتهم. من واقع خبرتي منذ بداية إدارة ترامب، يمكنني القول إننا لسنا مقتنعين بأنه يدرك مدى تعقيد هذه القضية، أو أنهم غير مدركين تماما لأهمية ما فعله الكرد لحماية الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها".
وفي معرض تناوله لمسألة عملية السلام والمجتمع الديمقراطي الجارية في تركيا، أشار بولتون إلى أن إنهاء الحرب وتمكين المواطنين الكرد من المشاركة الكاملة في الحياة السياسية التركية سيكون في مصلحة الجميع. وأضاف بولتون قائلا: "ما يبدو من الخارج هو أن أردوغان يتعرض لتضييق سياسي كبير في الداخل. لا يمكن القول إنني أحب أردوغان؛ ولستُ متأكدا من مدى إمكانية الوثوق به. أنا منذ زمن طويل أعتقد بضرورة وجود كيان كردي مستقل.
ولو كان هذا الكيان قد تأسس قبل سنوات، لكانت منطقة الشرق الأوسط أكثر سلاما بكثير. لا أعلم مدى إمكانية تحقيق ذلك اليوم، ولكنني متشكك تجاه محاولات أردوغان للمصالحة؛ فأنا أؤمن بأنه لا بد أن تكون لديه أجندة وحسابات مخفية. آمل أن تؤدي إلى نتيجة سلمية، لكن وكما قلت، أنا متشكك حيال هذا الأمر."