×


  كركوك والمادة ١٤٠

  بافل طالباني: كركوك تحررت بالديمقراطية لا بالحرب



*عباس عبدالرزاق

 

طالباني يعيد تموضع الاتحاد الوطني الكردستاني في قلب المعادلة العراقية

في مهرجان انتخابي حاشد بمدينة كركوك، أعلن بافل جلال طالباني، رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، أن حزبه أوفى بجميع الوعود التي قطعها لأهالي المحافظة، مؤكدا أن الاتحاد أسس حكومة عادلة لا تميز بين مكوناتها وتعمل من أجل الأمن والخدمة وكرامة المواطن.وجاء خطاب طالباني خلال المهرجان الجماهيري الخاص بالإعلان عن مرشحي قائمة الاتحاد الوطني (222) لانتخابات مجلس النواب العراقي،حيث تحول الحدث إلى عرض سياسي يكرس موقع الاتحاد الوطني كقوة إدارية وشعبية راسخة في كركوك.

 

“أوفينا بالوعود”

طالباني قال في مستهل كلمته:“أقمنا حكومة في كركوك لا تميز بين مكوناتها، حكومة تؤمن بالخدمة والأمان وكرامة الناس. أوفينا بكل ما وعدنا به، رغم أن نصف العالم وقف ضدنا، لكننا لم نتراجع”. وأضاف أن الاتحاد الوطني تمكن من ترسيخ نموذج للحكم المحلي المتوازن في محافظة عُرفت تاريخيا بتعددها الحساس، مشيرا إلى أن “كركوك اليوم تنعم باستقرار وأداء خدمي أفضل من أي وقت مضى”.

 

تحسن الخدمات وبداية جديدة

وأكد طالباني أن كركوك تجاوزت أزماتها الخدمية القديمة، إذ لم تعد تعاني من مشكلات الماء والكهرباء كما في السابق، بفضل مشاريع نُفذت رغم ضعف التمويل. وقال:

“منذ تولينا إدارة كركوك، وصلت الميزانية ثلاث مرات فقط، ومع ذلك تحسنت شوارع المدينة ومرافقها العامة. نعمل بجهد كي نعيد الثقة بين المواطن والإدارة المحلية”.

وشدد على أن المرحلة المقبلة ستشهد مشاريع جديدة تعزز البنية التحتية وتعيد الحيوية الاقتصادية إلى المحافظة.

 

كركوك مدينة التعايش

في محور التعايش، شدد طالباني على أن كركوك اليوم تمثل “أنجح نموذج للتنوع في العراق”، موضحا أن جميع المكونات من الكرد والعرب والتركمان والمسيحيين يعيشون فيها بسلام نسبي غير مسبوق.

وأضاف:“بفضل دعمكم أصبحت كركوك مدينة للعيش المشترك. شركات كبرى ترغب اليوم بالاستثمار فيها، ونحن نقاتل من أجل كل المكونات، لا لمصلحة طرف واحد”.

 

رسالة سياسية حادة: الديمقراطية بدل الحرب

في لهجة حادة وملمحة إلى خصومه السياسيين، قال رئيس الاتحاد الوطني:

“هناك من يدعي أنه سيحرر كركوك بالحرب، لكن كركوك تحررت بالديمقراطية لا بالسلاح.” وأكد أن بعض الأحزاب التي تتحدث عن “تحرير كركوك” لم تقدم شيئا حقيقيا للمدينة، مشيرا إلى أن الاتحاد الوطني هو الحزب الوحيد الذي “بقي في الميدان ومع الناس”.

 

اللغة الكردية والحقوق الدستورية

طالباني طالب الحكومة الاتحادية باحترام الدستور العراقي الذي يقر اللغة الكردية كلغة رسمية إلى جانب العربية، داعيا إلى صرف رواتب معلمي كركوك من بغداد وضمان حق الطلبة في التعلم بلغتهم الأم.

وقال:“لن نقبل أن يُغدر بنا في هذا الحق، فاللغة الكردية جزء من هوية العراق الرسمية، ونحن قوة حقيقية في بغداد، وسندافع عن هذا الحق حتى النهاية”.

 

اتحاد أكثر قوة ووحدة

في ختام خطابه، أكد طالباني أن الاتحاد الوطني اليوم “أقوى وأكثر تماسكا من أي وقت مضى”، داعيا المواطنين إلى دعم قائمة الاتحاد الوطني (222) في الانتخابات المقبلة. وقال بنبرة حماسية:

“نريد منكم أن تجعلوا أصواتكم خضراء في صناديق الاقتراع، كي نحافظ على روح مام جلال حية، ونواصل طريقه.” واختتم كلمته بنداء عاطفي تردد صداه في القاعة:

“كركوك… كركوك… كركوك، أنتم القلب ونحن النبض.”

 

قراءة مختصرة

خطاب بافل طالباني في كركوك لم يكن مجرد حملة انتخابية، بل إعلانا سياسيا عن عودة الاتحاد الوطني إلى مركز التأثير الوطني. فمن خلال التأكيد على الديمقراطية والتعايش والحقوق الدستورية، أراد طالباني أن يرسخ صورة حزبه كقوة مدنية مسؤولة، تسعى إلى حماية استقرار كركوك باعتبارها قلب التعدد العراقي.

إنها رسالة مزدوجة لبغداد وأربيل في آن واحد:

التحرر لا يكون بالسلاح، بل بالديمقراطية، وبناء الدولة يبدأ من كركوك.


30/10/2025