شارك فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، الجمعة 26 أيلول 2025، في المؤتمر الدولي بشأن إعادة الأشخاص من مخيم الهول والمخيمات المحيطة وأماكن الاحتجاز، الذي عقد في نيويورك برعاية العراق وبالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
وحضر أعمال المؤتمر نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية السيد فؤاد حسين، ونائب رئيس وزراء إقليم كردستان السيد قوباد طالباني، ووزير الهجرة والمهجرين السيدة إيفان فائق جابرو، ومستشار الأمن القومي السيد قاسم الأعرجي، ورئيس محكمة استئناف نينوى القاضي رائد حميد حسين.
وخلال المؤتمر، ألقى رئيس الجمهورية كلمة هذا نصها:
" السيد الأمين العام للأمم المتحدة المحترم
أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة المحترمون
السيدات والسادة أعضاء الوفود المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله..
يشرفني أن أرحب بكم جميعاً باسم جمهورية العراق في هذا المؤتمر الدولي رفيع المستوى، الذي ترعاه حكومة العراق للتباحث في أحد أكثر الملفات الإنسانية والأمنية إلحاحا في عالمنا اليوم، وهو ملف مخيم الهول، ولمناقشة واقع المخيمات المحيطة به، والسجون في شمال شرق سوريا، وأهمية نقل جميع العوائل والمعتقلين من المخيمات والسجون واعادتهم الى أوطانهم، وانهاء هذه المرحلة الصعبة.
لقد جرى العمل والتنسيق لتنظيم هذا المؤتمر مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وأريد هنا أن أعبر عن شكري لدور الأمم المتحدة، والشركاء الداعمون لعقد هذا المؤتمر، إضافة إلى جميع الدول المشاركة، لبحث التهديدات الناشئة من استمرار وجود هذه المخيمات والسجون، والبيئة المجتمعية الخطرة داخلها.
إن قرار جمهورية العراق في عقد هذا المؤتمر ورعايته، يعد نداء عاجلاً الى المجتمع الدولي لمعالجة ملف تلك المخيمات، كونها لم تعد شأناً اقليميا، وانما قضية تمس السلم والامن الدوليين.
لقد اتخذت جمهورية العراق قراراً شجاعاً تمثل في المباشرة باستعادة مواطنيها من داخل هذه المخيمات، من خلال عملية متكاملة ذات أبعاد أمنية وإنسانية وقانونية.
وقد نُفّذت هذه العملية بالتنسيق مع المؤسسات الأمنية والخدمية العراقية، التي أسهمت في نقل العائدين إلى داخل العراق، وتأهيلهم، وإعادة إدماجهم في مناطقهم الأصلية.
وما تزال الجهود مستمرة وفق خطة وطنية تشاركية، وبالتعاون مع المؤسسات الحكومية المعنية، والمنظمات الدولية بهدف توفير الدعم النفسي والاجتماعي وضمان الخدمات الأساسية للعائدين، واعادة ادماجهم واستقرارهم المجتمعي في مناطقهم الأصلية، من خلال أربع مجاميع تقنية متكونة من منظمات دولية ومؤسسات حكومية، بما يضمن لهم حياة كريمة ومستقبلاً آمناً داخل وطنهم.
السيدات والسادة المحترمون
نحن اليوم على اعتاب مرحلة جديدة تتطلب الاستمرار في العمل والمسؤولية المشتركة لإنهاء هذه الحقبة وآثارها. هناك اليوم ما يقرب من (10000) عشرة آلاف ارهابي تابعين إلى 60 دولة في مخيم الهول السوري، قامت أكثر من أربع وثلاثين دولة بنقل رعاياها منه، وما يزال هناك رعايا لبقية الدول، لم يتم نقلهم من تلك المخيمات حتى الآن.
لقد عمل العراق خلال السنوات الماضية، رغم ما واجهه من تحديات جسيمة، على إعادة الآلاف من رعاياه، وكان في طليعة دول العالم باستعادة مواطنيه وحسب ما يلي:
1. إعادة (4.915) عائلة بواقع (18.830) فرد من مخيم الهول إلى مركز الأمل.
2. إعادة (3.407) عائلة بواقع (12.557) فرد من مركز الأمل الى مناطق سكناهم.
3. استلام (3.206) من المعتقلين العراقيين كانوا في سجون قسد.
ومن هذا المنبر، تؤكد جمهورية العراق امتلاكها خبرة متقدمة في التعامل مع ملف العائدين من مخيم الهول، من خلال تجربة رائدة تضمنت برامج متكاملة للدعم النفسي، والتعليم، وإعادة الاندماج، إلى جانب تطبيق إجراءات أمنية ضامنة لاستقرار المجتمع.
إن هذه الخبرة التي راكمها العراق خلال السنوات الماضية، نضعها اليوم أمام العالم كنموذج عملي، يمكن الاستفادة منه، والبناء عليه.
السيدات والسادة..
لقد أسهم المجتمع الدولي في بناء موقف رصين موحد لمواجهة الإرهاب وتنظيماته، وقدم دعما كبيرا لبلادي؛ تمثل بالتحالف الدولي، الذي شارك في مكافحة تنظيم داعش عسكريا وأمنيا، الى جانب القوات الأمنية العراقية المشتركة، وتضحيات الشعب العراقي الكبيرة.
يؤكد العراق أنه سيبقى ملتزما بالعمل مع جميع الشركاء الإقليميين والدوليين لتحقيق الهدف المشترك لإغلاق مخيم الهول، وحماية الأجيال القادمة من خطر التطرف والإرهاب، وتحويل هذا الملف من مأساة إنسانية إلى قصة نجاح في التضامن الدولي والعمل الجماعي.
ختاماً، نتقدم بالشكر لجميع الدول والشركاء الدوليين، مؤكدين اهمية استمرار الدعم لإكمال تجربة العراق الناجحة في استعادة مواطنيه.
نتطلع من خلال جلسات هذا المؤتمر إلى استعراض التفاصيل والنتائج والخروج بتوصيات تكون انتصاراً للقيم الإنسانية المشتركة التي تدعم بناء السلام وتحقق الأمن والسلم في منطقتنا والعالم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".