×


  كركوك والمادة ١٤٠

  كركوك: بين الانتماء للعراق والتطلعات الإقليمية



*عبدالله حساري

تعَد مدينة كركوك محورا لجدل مستمر حول هويتها وانتمائها، وهو نقاش يتجدد باستمرار مع كل حدث سياسي أو اجتماعي. ففي حين يعتبرها البعض "قدس كردستان" كجزء من الأراضي الكردية داخل العراق، يرى آخرون أنها مدينة تركمانية خالصة، وهو ما يعكسه شعار (Kerkük Türktür ve Türk kalacaktır) أي "كركوك تركية وستبقى تركية".

ويكشف هذا التناقض عن صراع الهويات في المدينة، حيث تسعى كل مجموعة لإثبات حقها التاريخي فيها. ففي الوقت الذي يؤكد فيه الكرد على أن كركوك جزء لا يتجزأ من كردستان، ويرون في الدستور العراقي سندا لمطالبهم، يرى التركمان أنفسهم المكون الأساسي في المدينة، ويعبرون عن هويتهم من خلال شعارات تظهر انتماءهم لتركيا.

هذا الجدل ليس جديدا، ولكنه يسلط الضوء على عدة نقاط مهمة:

• الدور الإعلامي: يرى الكثيرون أن الإعلام الكردي في كركوك مقصر في فضح الأجندات التركية والشوفينية العربية التي تسعى إلى فرض سيطرتها على المدينة. ويؤكدون على ضرورة كشف هذه المخططات للرأي العام العراقي والحكومة المركزية في بغداد.

• التناقض في المطالب: في حين يطالب الكرد بحقوق دستورية وقانونية، يرى البعض أن شعارات التركمان التي تربط كركوك بتركيا تتجاوز الإطار العراقي وتعد اعتداء على سيادة البلاد.

• الهوية العراقية: رغم كل هذه المطالب المتباينة، تبقى كركوك جزءا من العراق، وهو ما يؤكده الجميع، بما فيهم الكاتب نفسه. فعلى الرغم من أن كركوك "قدس كردستان"، إلا أنها أيضا مدينة عراقية.

في النهاية، تظل كركوك مدينة غنية بتنوعها الثقافي والعرقي، ولكن مستقبلها مرهون بقدرة مكوناتها على التوصل إلى حلول مشتركة تضمن حقوق الجميع وتحفظ هويتها العراقية.


28/09/2025