×


  المرصد الخليجي

  ماركو روبيو: شراكة استراتيجية بالغة الأهمية مع دول الخليج



 

فيما ياتي نص كلمة وزير الخارجية الامريكي ماركو روبيوخلال مع وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي جاسم محمد البديوي في خلال اجتماع مع الدول الأعضاء في مجلس التعاون في 24 أيلول/سبتمبر 2025:

شكرا. أود الترحيب بكافة الحاضرين. هذه فرصة رائعة لنواصل البناء على هذه الشراكة الاستراتيجية بالغة الأهمية. أنا أعرف أن الرئيس قد استمتع كثيرا بفرصة عقد محادثات مع رؤساء الدول في الرياض في شهر أيار/مايو الماضي… كان ذلك في شهر أيار/مايو، أليس كذلك؟ كانت تلك زيارة وفرصة رائعة.

نحن ملتزمون تماما بهذه الشراكة ككل ومع كل دولة ممثلة هنا اليوم، كما أننا ملتزمون بالعمل معا لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية غير القليلة. ولسنا ملتزمين بمواجهة التحديات فحسب، بل أيضا بالعمل معا لاستغلال الفرص المتاحة، فالتحديات تعيق إمكانية استغلال الفرص في بعض الأحيان، لذا يتمثل هدفنا بتحقيق التوازن بينهما.

أنا مدرك أن الأشهر القليلة الأخيرة كانت مليئة – الأسابيع والأيام القليلة الأخيرة كانت مليئة ببعض التحديات البارزة جدا، لذا قد تكون محادثاتنا هنا أكثر أهمية من أي وقت مضى. كل واحدة من دولكم شريك مهم وموثوق به للولايات المتحدة، ونريد أن نعمل معا ونواصل العمل معا لتحقيق رؤيتنا الجماعية التي عبر عنها الرئيس مرارا وتكرارا، بما في ذلك في خلال ولايته الأولى كرئيس للولايات المتحدة، كما نعمل لتحقيق مستوى غير مسبوق من السلام والازدهار.

أود أن أبدأ بالقول إننا ندرك أن الوضع في غزة والوضع مع إسرائيل في غزة يشكل موضع قلق رئيسي بالنسبة إلى كافة الحاضرين في هذه القاعة اليوم. نحن نريد أن ينتهي هذا الصراع، ونريده أن ينتهي على الفور، وقد صرح الرئيس بذلك يوم أمس.

نريد أن ينتهي هذا الصراع بالإفراج عن كافة الرهائن، بما في ذلك الأحياء ورفات الأموات منهم. ونريده أن ينتهي وغزة منطقة خالية من الإرهاب والتطرف ولا تشكل أي تهديد لإسرائيل أو لأي جزء آخر من المنطقة.

نريد أن ينتهي الصراع وغزة مكان يتيح للشعب الفلسطيني وسكان القطاع فرصة العيش بسلام واستقرار، ونتمنى جميعنا تحقيق ذلك، وليس من أجل المنطقة فحسب، بل من أجل بلداننا والعالم بأسره أيضا.

 

أعرف أنه يتم بذل جهود كبيرة في هذا الصدد، وأريد أن يعرف الجميع ذلك. ويعرف كثيرون منكم أننا – أنه يتم بذل جهود كبيرة، حتى في هذه الأثناء، ونأمل أن يتحقق الهدف المرجو في أقرب وقت ممكن.

ونحن نعمل معا على بعض الفرص الفريدة والمذهلة، وتتعلق إحداها بمستقبل سوريا، وهي فرصة كانت تبدو مستحيلة قبل عام أو عام ونصف.

ما زال الرئيس ملتزما بمنح سوريا كافة الفرص الممكنة لبناء دولة قوية موحدة ومستقرة وتحترم التنوع، ودولة لا تكون معقلا للمتطرفين أو منصة انطلاق للأطراف الخارجية التي تستغلها لتنفيذ هجمات وأعمال زعزعة استقرار ضد جيرانها. والتزام الرئيس ليس أحاديا من جانب الولايات المتحدة فحسب، بل هو بالشراكة مع كافة الدول الممثلة هنا اليوم.

يحدد استقرار سوريا استقرار المنطقة بطرق عدة. ونحن نقف أمام ما قد يمثل فرصة تاريخية لتحقيق ما لم يكن يمكن تصوره حتى قبل عامين كما سبق وذكرت. وأنا أعرف أن كافة الدول الأعضاء قد شاركت في هذه المسألة. وقد اتخذ الرئيس خطوة جريئة جدا في شهر أيار/مايو الماضي ونواصل متابعتها والعمل عليها، ونحن ملتزمون جدا بهذا المشروع بالغ الأهمية – بهذه الفرصة بالغة الأهمية.

والأمر سيان في لبنان، حيث تتاح فرصة تاريخية فريدة، وتبقى الولايات المتحدة ملتزمة جدا في هذا الصدد، كما أنها ملتزمة أيضا بضمان أن تكون الدولة اللبنانية قوية، وتحترم تنوعها المجتمعي، ومستقلة عن نفوذ إيران وحزب الله والجهات الأخرى التي قد تقوض هذا الاستقرار.

 وتقوم الولايات المتحدة بذلك بشكل يتيح للدولة اللبنانية بسط سيادتها والخروج من أزمتها الاقتصادية الطويلة.

وأعتقد أنه من المهم التأكيد على ضرورة أن نكون على دراية تامة – أقله الولايات المتحدة – بالأنشطة المزعزعة للاستقرار التي يشنها النظام الإيراني. واسمحوا لي أن أشير أولا إلى أن الشعب الأمريكي معجب كثيرا بالشعب الإيراني، إذ يمتلك حضارة وتاريخا عريقين، ويجمعنا به الكثير من القيم المشتركة.

 ولكن من المؤسف بمكان أن القيادة الإيرانية مهتمة أكثر بتصدير الثوة وانعدام الاستقرار مما هي مهتمة بازدهار شعبها. وعلى حد تعبير الرئيس في خطابه يوم أمس، لا يسعنا السماح للدولة الرائدة في مجال دعم الإرهاب في العالم بأن تمتلك أسلحة دمار شامل مثل السلاح النووي.

إذا فإن الخبر السار هو أن هذا النظام يواجه اليوم تحديات كبيرة مقارنة بما كان الحال عليه منذ بضع سنوات، مما يتيح لنا ربما تحقيق بعض المساعي التي نريدها في المنطقة، بما في ذلك في سوريا التي كانت تضم وجودا مزعزعا للاستقرار داعما لنظام الأسد.

ثمة الكثير من المواضيع التي تجدر مناقشتها اليوم. هذا اجتماع هام ونحن ملتزمون به بنسبة مئة بالمئة، والرئيس ملتزم به بشكل شخصي، سواء على المستوى الثنائي أو مع كل من الدول الممثلة هنا ومن خلال هذه الصيغة وهذا الاجتماع، والذي برهن عن أنه قيم بشكل فائق في كل من محادثاتنا مع كل منكم.


28/09/2025