×


  المرصد الصيني

  الصين: البشرية تقف مرة أخرى عند مفترق طرق



   

 

أكد رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ، في الأمم المتحدة يوم (الجمعة) 26 سبتمبر 2025 ، أن الإنصاف والعدالة هما أهم قيمة في المجتمع الدولي.

جاءت هذه التصريحات خلال كلمة ألقاها لي تشيانغ في المناقشة العامة للدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأوضح لي أن السلام والتنمية هما الطموح المشترك الملح في جميع أنحاء العالم، وأن التضامن والتعاون يمثلان أعظم مصدر للقوة اللازمة للتقدم البشري.

وأشار لي إلى أن العام الجاري يوافق الذكرى الـ80 لانتصار الحرب العالمية ضد الفاشية وتأسيس الأمم المتحدة، مضيفا أنه يمكن استخلاص بعض الدروس القيمة من التاريخ.

وأكد لي أن الصين، بصفتها عضوا مؤسسا للأمم المتحدة، دأبت دوما على المشاركة في الشؤون العالمية بشكل فاعل، وعملت من أجل تحسين حياة البشرية.

وأضاف أن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، طرح على مر السنين رؤية بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، فضلا عن مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، ومبادرة الحوكمة العالمية، مشاركا هكذا بحكمة الصين وحلولها في التعامل مع التحولات العالمية والتغلب على التحديات الملحة.

وقال لي إن مبادرة الحوكمة العالمية التي اقترحت في قمة منظمة شانغهاي للتعاون في تيانجين في بداية الشهر الجاري، على وجه الخصوص، تؤكد مبادئ الالتزام بالمساواة في السيادة، والالتزام بالسيادة الدولية للقانون، وممارسة التعددية، والدعوة إلى نهج يركز على الشعوب، والتركيز على اتخاذ تدابير حقيقية، مشيرا إلى أن المبادرة توفر مسارا مهما لبناء نظام حوكمة عالمية أكثر عدالة وإنصافا.

وأكد استعداد الصين للعمل مع جميع الأطراف لاتخاذ تدابير منسقة وفعالة لحل المزيد من المشكلات العملية وتعزيز السلام والتنمية في العالم.

وأوضح لي أن العالم دخل مرحلة جديدة من الاضطراب والتحول، مشيرا إلى أن الأحادية وعقلية الحرب الباردة تعاودان الظهور، ما يقوض بشدة القواعد الدولية والنظام الدولي ويزعزع المنظومة الدولية.

وأكد أن البشرية تقف مرة أخرى عند مفترق طرق.

وقال: "أي شخص مهتم بأحوال العالم سيسأل: لماذا لا نستطيع نحن البشر، بعد أن خرجنا من المحن، أن نتحلى بضمير وعقلانية أكبر، وأن نعامل بعضنا البعض بلطف ونتعايش بسلام؟".

وسأل لي: " كيف يمكننا، في مواجهة حوادث مؤسفة كالكوارث الإنسانية، أن نغض الطرف عن الفظائع التي تدوس بشكل صارخ النزاهة والعدالة ونقف مكتوفي الأيدي؟ كيف يمكننا، في مواجهة أعمال هيمنة وتنمر عديمة الضمير، أن نلتزم الصمت والخنوع خوفا من القوة؟".

وسأل أيضا:" كيف يمكننا أن نترك شغف أسلافنا وتفانيهم الشديدين في تأسيس الأمم المتحدة يتلاشيان ببساطة ويصبحا مجرد تاريخ؟".

واستشهد لي بمثل صيني يقول: "لا تنسَ أبدا السبب الذي من أجله بدأت مهمتك، وستتمكن من إنجازها"، قائلا إن السعي وراء السلام والتقدم والتنمية هو جوهر إحياء ذكرى الانتصارات الماضية وهو المهمة المشتركة التي توحد شعوب العالم في قضية مشتركة.

وأضاف: "مع أننا قد لا نتمكن من العودة بالزمن إلى الوراء وعيش تجرية النصر من جديد، فإننا قادرون بكل تأكيد على بناء مستقبل أفضل معا".

وأوضح رئيس مجلس الدولة أنه في وقت يواجه فيه العالم تغيرات واضطرابات متشابكة، يتعين على جميع الأطراف بناء السلام وضمان الأمن المشترك.

وقال إنه في مواجهة تباطؤ التعافي الاقتصادي العالمي، يجب تنشيط التعاون والسعي لتحقيق نتائج مربحة للجميع.

وأشار إلى أن الحضارات المتنوعة تتفاعل وتتطور، داعيا إلى تعزيز الحوار والتعلم المتبادل. وحث على بذل جهود مشتركة لحماية الموطن المشترك للبشرية في مواجهة التحديات الناشئة.

وأكد لي أن الصين ستظل دائما مدافعة قوية عن السلام والأمن على المستوى العالمي، وستظل دائما محركا رئيسيا للتنمية المشتركة العالمية، وستظل تمارس التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات على نحو نشط، وتشارك على نحو مسؤول في مواجهة التحديات العالمية.

وأكد لي أيضا استعداد الصين للعمل مع جميع الأطراف للتمسك بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والمضي قدما بروح التعددية، وتنفيذ المبادرات العالمية الكبرى الأربع التي اقترحتها الصين على نحو نشط، والمضي قدما نحو الهدف النبيل المتمثل في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

 

على الصين والولايات المتحدة إيجاد الطريقة الصحيحة للتوافق بينهما

ويوم (الخميس) قال رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ، إن النظر إلى المستقبل يوجب على الصين والولايات المتحدة إيجاد الطريقة الصحيحة للتوافق بينهما في العصر الجديد.

وأدلى لي بهذه التصريحات خلال لقائه مع ممثلين عن منظمات صديقة في الولايات المتحدة، من بينهم ممثلون عن مجلس الأعمال الأمريكي-الصيني، واللجنة الوطنية للعلاقات الأمريكية-الصينية، وغرفة التجارة الأمريكية، ومجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، فضلا عن علماء وقادة أعمال، وذلك على هامش المناقشة العامة للدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال لي إن العلاقات الصينية-الأمريكية هي أهم العلاقات الثنائية في العالم، ويمكن للدولتين أن تكونا شريكتين وصديقتين، بل يجب عليهما ذلك.

وأضاف لي أنه بالنظر إلى التاريخ، لطالما كانت التبادلات الودية بين الصين والولايات المتحدة هي الاتجاه السائد والتوجه العام للعلاقات بين الدولتين.

وأشار لي إلى ما أوضحه الرئيس الصيني، شي جين بينغ، حينما قال إن المحيط الهادئ واسع بما يكفي لاستيعاب الصين والولايات المتحدة، بالإضافة إلى دول أخرى.

وقال لي إن الصين والولايات المتحدة دولتان كبيرتان في العالم، ويتعين عليهما احترام بعضهما البعض، والتعايش بسلام، والسعي إلى التعاون المربح للجانبين، وتحقيق الازدهار المشترك من خلال النجاح المتبادل.

وأوضح لي أن العلاقات الاقتصادية والتجارية عنصر مهم في العلاقات الثنائية بين الدولتين.

وأضاف أنه بالنظر إلى هيكلي السوق المتميزين والهيكلين الصناعيين المتكاملين للغاية في البلدين، بالإضافة إلى دوريهما المهمين في سلاسل الصناعة العالمية، فإن التعاون الاقتصادي والتجاري الوثيق بين الصين والولايات المتحدة سيعود بالنفع المتبادل على البلدين والعالم ككل.

وأكد لي أن الصين لديها الثقة والقدرة على الحفاظ على تنمية اقتصادية مستقرة وسليمة، وخلق المزيد من الفرص للشركات من جميع أنحاء العالم، من بينها الشركات الأمريكية.

وأكد المشاركون الأمريكيون في الاجتماع أن الصين حققت إنجازات باهرة في النمو الاقتصادي والابتكار التكنولوجي والتنمية الاجتماعية وغيرها من المجالات في الأعوام القليلة الماضية.

وأشاروا إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تهم البلدين والعالم أجمع، وأعربوا عن أملهم في أن يسعى البلدان إلى الحفاظ على تبادلات رفيعة المستوى، وتوسيع الحوارات في شتى المجالات، وتعزيز التعاون متبادل المنفعة، وتعزيز التبادلات الشعبية، وتطوير علاقات أمريكية-صينية طويلة الأمد ومستقرة، من أجل بث مزيد من اليقين لدى المجتمع الدولي.

وأعرب مجتمع الأعمال الأمريكي عن تفاؤله بشأن آفاق التنمية الاقتصادية في الصين، واستعداده لمواصلة توسيع الاستثمار في الصين ليكون بمثابة جسر لدعم التعاون الثنائي وتعزيز التفاهم المتبادل.


28/09/2025