×

  المرصد العراقي

  دور مهم لمراكز البحوث والدراسات غير الحكومية في خدمة السياسة العامة والمؤسسات



برعاية فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، أقامت دائرة البحوث والدراسات في رئاسة الجمهورية، يوم الأربعاء 23 نيسان 2025 في قصر بغداد، ندوة حوارية بعنوان (دور مراكز البحوث والدراسات غير الحكومية في خدمة السياسة العامة والمؤسسات الحكومية في العراق).

واستهلت الندوة بعزف النشيد الوطني وقراءة سورة الفاتحة ترحما على شهداء العراق.وحضر الندوة عدد من المسؤولين والمديرين العامين والمختصين ورؤساء المراكز البحثية.

ونيابة عن السيد الرئيس، ألقى معالي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية الدكتور كامل كريم الدليمي كلمة، أكد فيها دعم فخامة رئيس الجمهورية لمراكز البحوث، وبما تقدمه مراكز الدراسات في الشأن الدولي والعلاقات الخارجية والتعامل مع الأزمات.في ما يلي نص الكلمة:

"بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة الحضور الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يسعدني أن أكون بينكم اليوم في هذه الندوة العلمية التي تنظمها دائرة البحوث والدراسات.

واتشرف بأن أنوب عن فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد الذي كان وما زال داعماً لمراكز البحوث ودائم الاهتمام بالجوانب العلمية وما تقدمه مراكز الدراسات في الشأن الدولي والعلاقات الخارجية والتعامل مع الازمات وفق منهج علمي رصين.

 

أيتها الاخوات أيها الاخوة..

في وقتٍ يشهد فيه العالم تحولات متسارعة وتحديات متشابكة، تتطلب منا وعياً عميقاً، وتحليلاً علمياً، وتخطيطاً دقيقاً يستند إلى رؤية وطنية منفتحة على الواقع المحلي والمحيط الدولي تبرز اهمية مراكز البحوث والدراسات التي لم تعد اليوم مجرد ملحقات أكاديمية أو واجهات إدارية، بل أصبحت أدوات استراتيجية في خدمة الدولة والمجتمع، ترفد مؤسسات القرار بالمعرفة، وتقدم الحلول المبنية على الوقائع، وتتوقع الأزمات وترسم سياقات الحلول قبل وقوع الازمة.

وليس سراً أن الدول المتقدمة، ومنذ عقود، قد أسست مراكز بحثية ذات أثر واضح في صياغة السياسات الدولية، من أبرزها:

معهد بروكنز في الولايات المتحدة، ومعهد تشاتام هاوس في المملكة المتحدة، ومراكز اخرى بحثية رائدة.

هذه المراكز تناولت قضايا تمسّ مستقبل البشرية، مثل:

  •   أزمة الطاقة والتحول نحو الطاقة النظيفة.

  •   التغيرات المناخية وتداعياتها البيئية والاقتصادية.

  •   تحديات الاقتصاد الدولي وتقلبات السوق العالمية.

  •   الأمن الدولي، وصراعات النفوذ والهجرة والإرهاب.

  •   القانون الدولي، وحماية الحقوق في زمن النزاعات.

  •   الأمن الغذائي العالمي، الذي أصبح أولوية قصوى في ظل الحروب   والأزمات المناخية.

لكن علينا أن ننتبه جيداً: ان نجاح هذه المراكز لا يكمن في تقليدها أو استنساخها، بل في فهم أسباب نجاحها ثم بناء نماذجنا الخاصة بنا، المنبثقة من بيئتنا وهمومنا وتطلعاتنا.

وفي العراق، لا تقل التحديات المحلية خطورة ولا تعقيداً.

فنحن نواجه مشكلات تتطلب عمقاً بحثياً ومعالجات علمية، لذا تبرز أهمية أن تكون مراكز البحوث والدراسات في العراق مراكز فاعلة، متخصصة، واقعية، متواصلة مع الجامعات والمؤسسات التعليمية، تتلائم وحجم المعضلات التي يعاني منها البلد في ظل التحديات والتقلبات العالمية.

وإننا اليوم بحاجة إلى شبكة متكاملة، تربط مراكز البحث بالجامعات، وتربط الجامعات بمؤسسات الدولة، بحيث يكون البحث العلمي قلب التخطيط وصناعة القرار، لا مجرد نشاط هامشي أو مظهري.

 

أيتها السيدات أيها السادة

تعلمون جيدا نحن في العراق نعيش في بؤرة ساخنة اسمها الشرق الأوسط، هذه المنطقة التي لا تهدأ أبدًا، والتي تُعد مركزًا للصراعات الإقليمية والدولية المتشابكة، من الطاقة إلى الأمن، ومن النفوذ السياسي إلى الصراع على الموارد.

وكل هذه الملفات تُهدد بشكل مباشر أو غير مباشر أمن العراق واستقراره، وتضعه في مرمى التحولات المتسارعة دون أن يكون لديه أحيانًا أدوات استباق أو قراءة دقيقة للمشهد.

ولهذا فإن وجود مراكز دراسات فاعلة ليس ترفًا فكريًا، بل هو ضرورة وجودية، لاسيما في بلد مثل العراق يتوسط الإقليم، ويُشكل ثقلاً حضاريًا وجغرافيًا وسياسيًا لا يمكن تجاهله.

كلنا أمل بجهودكم الخيرة وتفانيكم في اداء واجباتكم على اتم وجه، وقبل الختام نعاود التأكيد على مسامعكم أن العبرة ليست بعدد مراكز البحوث، بل بنوعها وتخصصها ومدى تفاعلها مع المجتمع والدولة، محلياً ودولياً.

نحن بحاجة إلى مراكز عراقية الجذور، عالمية الأفق، تحمل الهم الوطني، وتفكر بلغة العالم.

أجدد شكري لدائرة البحوث والدراسات على هذه المبادرة، وأدعو الجميع إلى دعم وتفعيل دور مراكز الدراسات، فبالعلم تُبنى الدول، وبالمعرفة تُصان السيادة، وبالرؤية تتقدم الشعوب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

رؤية فخامة الرئيس لدائرة البحوث والدراسات

بعدها ألقى المدير العام لدائرة البحوث والدراسات في رئاسة الجمهورية الدكتور حازم محمود حميد كلمة تطرق من خلالها إلى رؤية فخامة الرئيس لدائرة البحوث والدراسات، مشيرا إلى أنها تقوم بالتعاون مع مراكز البحوث في مؤسسات الدولة والجامعات الحكومية والأهلية باعداد دراسات تحليلية تساعد في فهم التحديات والفرص المتعلقة بالقضايا الوطنية والإقليمية والدولية.فيما يلي نص كلمة المدير العام لدائرة البحوث والدراسات:

 

"معالي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية المحترم

السادة أعضاء مجلس النواب المحترمين

السادة الحضور الكرام مع حفظ الألقاب والمناصب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شرفتمونا جميعا بحضوركم الكريم ومشاركتكم وهذا دليل اهتمامكم في هذا المجال وشعوركم بأهمية دور مراكز البحوث والدراسات في المؤسسات الحكومية والجامعات والمراكز الخاصة.

إن مراكز البحوث والدراسات هي خزائن الفكر وينابيع التخطيط ولا يمكن تصور ان توجد نهضة حقيقية لأي بلد من البلدان دون إيلاء هذه المراكز حقها من الاهتمام والتقدير لدورها المعرفي والتنموي. وتسهم هذه المراكز في فتح الآفاق لرؤية المستقبل بتصور علمي متزن بعيدا عن العواطف الفكرية والآراء المتطرفة التي تنطلق من منطلقات غير دقيقة وغير علمية.

تأسست دائرة البحوث والدراسات في رئاسة الجمهورية بتوجيه من فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد لتكون دائرة بحثية متميزة تقدم بحوثها ودراساتها الى كافة المؤسسات الحكومية من خلال اعتماد طرق البحث العلمي الحديثة في مختلف المجالات لتكون مرجعا مهما للقيادات العليا في بلدنا العزيز.

رؤية فخامة الرئيس للدائرة أن تقوم بالتعاون مع مراكز البحوث في كافة مؤسسات الدولة والجامعات الحكومية والأهلية ومراكز الدراسات الخاصة باعداد دراسات بمعايير جودة ورصانة عالية وتقديم حلول عملية وتطبيقية ومقترحات تنسجم مع الحالة والحاجة الفعلية، وتقديم دراسات تحليلية تساعد في فهم التحديات والفرص المتعلقة بالقضايا الوطنية والإقليمية والدولية.

وتعمل الدائرة الآن على عمل قاعدة بيانات بأبرز المراكز البحثية والباحثين والكفاءات بمختلف التخصصات للاستفادة منهم مستقبلا. ووضعت دائرتنا برامج تحفيزية للباحثين لتشجيعهم على التميز في الإنتاج البحثي والارتقاء بالمستوى الذي يليق ببلدنا من خلال هدايا مجزية وكذلك مشاركاتهم في الاجتماعات الحكومية المهمة والوفود المرافقة لفخامة رئيس الجمهورية لحضور المنتديات والمؤتمرات العالمية كل حسب تخصصه. وأسهم فخامة الرئيس بدعم الكثير من البحوث التي قدمت اليه وحث الوزارات المعنية على تبنيها لانها تقوم بتقديم حلول ناجعة لمشاكل حقيقية وحسب الحاجة التي تقتضيها المصلحة العامة.

 

الحضور الكريم

إن ندوتنا الحوارية اليوم هي لتعزيز فهمنا لدور مراكز البحوث والدراسات واهمية وجودها في بلدنا الحبيب.

اليوم نستضيف شخصيتين لهما خبرة طويلة واسهامات في مراكز البحوث والدراسات محليا ودوليا.

 

اهم المراكز البحثية العالمية والادوار التي قامت بها

محاورنا الأول هو الاستاذ الدكتور احمد رشدي وهو مستشار رئيس مجلس النواب للعلاقات الدولية واستاذ جامعي لأكثر من 20 عاما وهو استشاري برنامج تدريب القيادات العليا في الامانة العامة لمجلس الوزراء.

بالإضافة الى ذلك الدكتور احمد زميل وممثل جامعة Kings College London منذ عام 2016 وعضو الجمعية الملكية البريطانية للعلاقات الدولية Chatham House وعضو الجمعية البريطانية لدراسات الشرق الاوسط التابعة لجامعة London School of Economics ومستشار اقدم لمؤسسة Unihouse Global التعليمية البريطانية. 

سيحدثنا الدكتور احمد عن اهم المراكز البحثية العالمية والادوار التي قامت بها في صناعة القرار في بلدانهم والعالم.

 

نشأة مراكز البحوث والتفكير في العراق وتطورها

ومحاورنا الثاني هو الاستاذ الدكتور سعد السعيدي، استاذ العلاقات الدولية في جامعة بغداد ومدير مركز حمورابي للبحوث والدراسات الاستراتيجية. وهو محاضر في مؤسسات تعليمية كثيرة منها جامعة الدفاع للعلوم العسكرية العليا وله العديد من البحوث العلمية المنشورة في المجلات العراقية والعربية والعالمية وله مشاركات في المؤتمرات والندوات، وهو مؤلف لخمسة كتب في مجالات مختلفة وأشرف على عشرات اطاريح الماجستير والدكتوراه. وهو محكم للعديد من الكتب والبحوث العلمية. كما شارك عضوا في لجنة تعديل الدستور وفي الفريق الوطني لاعداد استراتيجية مكافحة التطرف والفريق الوطني للرصد.

سيحدثنا الدكتور السعيدي في نشأة مراكز البحوث والتفكير في العراق وتطورها والمعوقات التي تواجه نشاط هذه المراكز وتقديم مقترحات لسبل الارتقاء بعملها وتفعيل دورها في خدمة المؤسسات الحكومية وصناعة القرار والحياة العامة.

سيتم تخصيص وقت لا يتجاوز 20 دقيقة لكل محاور وبعدها سيتم فتح باب الحوار والاسئلة من الحضور لتبادل الآراء والنقاش مما يساهم في تعزيز فهمنا لموضوع اليوم.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

هذا وقدم الدكتور علي رشدي لمحة تاريخية عن عمل المراكز الدولية، مؤكدا انها تقدم رؤية ومقترحات حلول للقضايا والأزمات التي تمر بها الدول، فيما أشار الدكتور سعد السعيدي الى أن مراكز البحوث هي مراكز تفكير ولها القدرة على استشراف المستقبل. كما تطرق الى المشاكل المالية والقانونية التي تعترض عمل مراكز البحوث.

بعدها جرت مناقشات مستفيضة بين الحاضرين والمحاضرين بشأن عمل مراكز البحوث في العراق.


27/04/2025