أكد سكرتير نقابة صحافيي كردستان كاروان أنور ضرورة أن تلعب الصحافة الكردية دورا أكبر في تعريف تاريخ الكرد للآخرين، مشددا على ضرورة أن يكون للكرد إعلام وطني مؤثر.
وقال كاروان أنور خلال إستضافته في برنامج شؤون عراقية مع فائق يزيدي، والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن الكرد أول شعب على الأرض أصدر أول جريدة له في الغربة، لأن العائلة البدرخانية التي أصدرت صحيفة كردستان وهي أول صحيفة كردية، غادرت أراضي السلطة العثمانية وهاجرت إلى مصر خوفا من الاضطهاد، وأصدرت صحيفة كردستان يوم 22/4/1898 أي قبل 127 عاما، مشددا على أن إصدار أول صحيفة من قبل الأمير الكردي البدرخاني في الغربة تعتبر نقطة خالدة في تاريخ الكرد.
مؤسس حرية الصحافة في كردستان والعراق
وقسم كاروان أنور تاريخ الصحافة الكردية إلى عدة مراحل، الأولى تبدأ منذ تاريخ إصدار اول صحيفة كردية إلى إنتهاء الحكم الملكي في العراق في 1958، أما المرحلة الثانية فتبدأ مع بداية الجمهورية في 1958 إلى عام 1970 يوم إصدار قانون الحكم الذاتي لكردستان العراق، اما الثالثة فقد بدأت منذ 1970 إلى يوم الانتفاضة الخالدة في 1991، فيما تبدأ المرحلة الرابعة منذ الانتفاضة إلى العام 2000، لافتة إلى أن هذه المرحلة كانت نقطة خالدة في تاريخ الصحافة الكردية حيث بدأت الصحافة الأهلية غير الخاضعة للسلطة والاحزاب في الظهور، مشيرا إلى أن هناك مرحلة خامسة في تاريخ الصحافة الكردية تبدأ من 2000 الى 2003 يوم سقوط نظام البعث في العراق، لافتا إلى أن المرحلة السادسة هي التي بدأت بعد سقوط البعث ومستمرة الى يومنا هذا، مبينا ان هناك أكثر من 1700 وسيلة إعلامية مرخصة اليوم لكن صداها وتأثيرها قليل مقارنة بما كانت عليه الصحافة الكردية في العقود الماضية.
نحو 9000 عضو في نقابة صحافيي كردستان
ورفض كاروان أنور إعتبار كثرة وسائل الاعلام الكردية فوضى في عالم الصحافة، موضحا أن هناك حالتان إما أن يتم الترخيص لكل من يريد تأسيس وسيلة إعلامية، أو أن تكون هناك شمولية كما في عهد النظام المباد ولا يتم إعطاء التراخيص للوسائل الاعلامية، مشيرا إلى أن نقابة صحافيي كردستان تمنح الترخيص لأي قناة إعلامية برسوم قدرها 50 ألف دينار عراقي، وشريطة أن يكون مؤسس الوسيلة عضوا في نقابة صحافيين كردستان أو قريبا من العمل الاعلامي، مشددا على أن وضع شروط صعبة لتأسيس وسائل الاعلام يعتبر شمولية إعلامية وهذا أمر مرفوض في عالم الصحافة والعمل الاعلامي.
وإنتقد كاروان أنور الإعلام الكردي وعدم قدرته لحد الآن على نقل أفكاره للعرب في العراق ولا الفرس أو الأتراك في المنطقة، رغم أن هناك أكثر من 1700 وسلة اعلامية مرخصة، ونحو 14 ألف صحافي في اقليم كردستان ما بين عضو في نقابة الصحافيين وغير عضو فيها، معتبرا ذلك نقصا في إيصال الفكرة الاعلامية الكردية إلى الآخر، لافتا إلى المآسي والتراجيديا التي تعرض لها الشعب الكردي لم يسمع بها الآخرون من غير الكرد والعراقيين، مشددا على أن الاعلام الكردي لا يزال محليا ولم يمارس الاعلام الوطني رغم كثرة الفضائيات ووسائل الاعلام الكردية بشكل عام.
نعمل على فتح مكتب لنقابة الصحافيين العراقيين لدينا
وأضاف أنور ان الاعلام الكردي وبعد مرور 127 عاما على إصدار أول صحيفة كردية عجز عن تعريف الكرد وتاريخهم للعالم، والاعلام الكردي لازال محليا محصورا ولم تمارس العمل الاعلامي الوطني، مشيرا إلى أن الاعلام الكردي لحد الآن يفتقد وسائل اعلام وطنية على غرار الشعوب الأخرى، مشددا على أن الاعلام الكردي ليس له أي تأثير على الآخرين رغم الكم الهائل من وسائل الاعلام الكردية.
وردا على سؤال لماذا حرية الاعلام في السليمانية أكثر منها في أربيل، شدد كاروان أنور على أن البيئة الاعلامية مطابقة للبيئة السياسية، مشيرا إلى أن السليمانية فيها حرية وليس فقط حرية الاعلام، إنما هناك حرية في العبادة، وحرية في التعبير عن الرأي أيضا، لافتا إلى أن السليمانية فيها حالات قضائية إعلامية أكثر لأن الجميع يلجأ إلى المحاكم لحل الخلافات الاعلامية بعكس المناطق الأخرى في اقليم كردستان، مشيرا إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالة لاغتيال الصحافيين رغم ان في الاقليم سجلت 5 حالات اغتيال للصحافيين لكنها كانت في المحافظات الأخرى، مبينا انه لا يوجد أي صحافي محكوم لانتقاده السلطات أو نشره مواضيع صحافية، لافتا إلى أن التقارير الأجنبية الصادرة بشأن كردستان تنبه من تراجع حرية الصحافة في الاقليم.
وأضاف كاروان أنور أنه لا يوجد سجناء رأي ولا صحافيون محكومون أو مغيبون في السليمانية، مشيرا إلى أنه تم تسجيل حالة إغتيال لصحافي قبل 10 أعوام ومنفذ الجريمة حكم عليه بالاعدام حينها، مشددا على أن السليمانية نقطة إشعاع للحرية في العراق جميعا.
وعن دور الرئيس مام جلال في تعزيز حرية الصحافة في اقليم كردستان، قال كاروان أنور ان الرئيس الراحل مام جلال هو مؤسس فكرة الحرية في اقليم كردستان والعراق، ومن ضمنها حرية الصحافة، لافتا إلى أن السليمانية معقل مام جلال، وهي بيئة الحرية ويشهد بذلك كل من يزورها، حيث فيها تخرج التظاهرات، وتمارس حرية التعبير في السليمانية دون مراقبة من أحد.
وعن شكل العلاقة بين نقابة صحافيي كردستان ونقابة الصحافيين العراقيين، قال كاروان أنور إن علاقات فرع السليمانية لنقابة صحافيي كردستان جيدة مع نقابة الصحافيين العراقيين، لافتا إلى أن هناك برودة في العلاقة بين مركز نقابة صحافيي كردستان في أربيل مع نقابة الصحافيين العراقيين، منتقدا قرارا لنقابة صحافيي كردستان بسحب العضوية من أي عضو يمتلك عضوية في نقابة الصحافيين العراقيين، مشيرا إلى أنه يريد بناء علاقة جيدة بين نقابة صحافيين كردستان فرع السليمانية ونقابة الصحافيين العراقيين، وتنظيم دورات وزيارات متبادلة، معربا عن الأسف لتدخل نقابة صحافيي كردستان في اربيل ولم توافق على ذلك، كاشفا عن العمل لافتتاح مكتب لنقابة الصحافيين العراقيين في محافظة السليمانية في أقرب وقت.