×

  المرصد العراقي

  رئيس الجمهورية يدعو السيد مقتدى الصدر إلى خوض غِمار الانتخابات



 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وَنرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ)

صدق الله العلي العظيم

سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد مقتدى الصدر "أعزه الله "

السلام عليكم ورحمة الله ...

بعد أشهر قليلة قادمة سيتوجه أبناء الشعب العراقي للإدلاء بأصواتهم لاختيار أعضاء مجلس النواب بدورته السادسة، ولكي يكون المجلس ممثلاً للشعب بأطيافه ومكوناته وتشكلاته الاجتماعية، لا بد من مشاركة الأحزاب والكيانات السياسية الممثلة له، فلكل حزب وتوجه سياسي جمهور ومؤيدين، ونحن ندرك كما يدرك بقية قادة البلاد الفراغ السياسي الذي خلفه انسحاب نواب الكتلة الصدرية في الدورة النيابية الخامسة، وقد آن الأوان لعودة التيار الوطني الشيعي لممارسة دوره السياسي مشاركة وتقويماً وتصويباً، ويقيناً أن مجلس النواب هو الميدان الحقيقي لتصويب ما قد أصاب العملية السياسية من شوائب، فأصوات وأيدي ممثلي الشعب قادرة على المطالبة بالحقوق وتصويب الأخطاء وتشريع ما ينفع الناس، وما أكثر القوانين التي لا تزال تنتظر المضي بتشريعها خدمة للشعب الذي طال انتظاره لرؤية القوانين الخدمية وهي تأخذ طريقها الى النفاذ.

 

سماحة السيد مقتدى الصدر "أعزه الله "

ليس لأحد أن ينكر دور الشهيدين الصدرين في دق مسمار الرحيل في نعش الطاغية وأركان حكمه، فقد بدأ المسيرة السيد الشهيد السعيد محمد باقر الصدر "قدس سره" وعلى نهجه سار الشهيد السعيد السيد الوالد "قدس سره" وعلى هديهما سرتم في مواصلة المسيرة التصويبية، فعملية سياسية لا يشارك فيها التيار الوطني الشيعي تبقى منقوصة وإن حرص أخوانكم قادة الكتل السياسية بقومياتهم وطوائفهم وتشكيلاتهم على مواصلتها، وقد بدأتم المسيرة ولا خيار عن استكمالها، فشعبكم يتطلع إلى الخدمة والصحة والعمل والوقوف إلى جانب البلدان التي قطعت المراحل على طريق التطور والبناء، وليس لأحد أن ينكر التلكؤ الذي أصاب مسيرة البناء والتشييد والنهضة لأسباب عدة لا تخفى، فنقص الخبرة وتفشي الفساد وتصدي غير المؤهل لبعض المناصب القيادية، كلها أسباب أدت إلى تأخير النهضة وتلكؤ مسيرة البناء والعمران، لكن لا يمكن بحال من الأحوال إغفال المؤثر الخارجي والتدخل الأجنبي ووضع العقبات العرقلة المسيرة، وقد آن الأوان لاستكمال المسيرة وتصحيح المسار وتصويب الأخطاء، ولا شك أن مشاركة التيار الوطني الشيعي في الانتخابات القادمة وفي تشكيل الحكومة أكثر حاجة من أي وقت مضى، بعد أن أصبح الخطر يتهدد دول الإقليم وفي مقدمتهم العراق.

وقد بدأت تتضح ملامح ما تم التبشير به من شرق أوسط جديد فالشعب الفلسطيني في غزة يفترش الأرض ويلتحف السماء بعد أن طاله التقتيل والتهجير، وراح الكيان الغاصب يتوغل في الأراضي السورية، منتهكاً سيادتها ومتنكراً لقرارات مجلس الأمن التي رسمت الأدوار وحددت أماكن التواجد، وبعد إعلان اتفاق الهدئة لا يزال الكيان المحتل يرفض الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي توغل فيها خلال العدوان.

 

سماحة السيد مقتدى الصدر "أعزه الله "

لقد حدد مجلس الوزراء تاريخ الانتخابات النيابية بدورتها السادسة، وحددت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تاريخ تسجيل التحالفات السياسية وتسجيل الناخبين، وانطلق الحراك السياسي لإنجاز متطلبات خوض الانتخابات النيابية.

 وهنا نؤكد أن هذا الحراك ومجمل ما سينتج عنه سيبقى منقوصاً إن لم يشارك التيار الوطني الشيعي بخوض الانتخابات والاسهام الفاعل في الحياة النيابية وتعضيد مؤسسات الدولة، من هنا ندعوكم سماحة السيد للعدول عن قرار عدم المشاركة، فالعراق ينتظر جهود كل الخيرين لبنائه وشعبكم يتطلع إلى مجلس نيابي يمثله وحكومة تلبي احتياجاته، ولا بديل عن استكمال المشروع الذي بدأتموه وشركاء العملية السياسية بعد سنة 2003، فأزلام النظام السابق ومن لا يريد بالعراق خيراً يتحين الفرص لاستعادة ما فقد من ملك اغتصبه، ولا تزال فرصة التصويب والتصحيح قائمة تنتظر جهود الخيرين.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

د. عبد اللطيف جمال رشيد

رئيس الجمهورية

16-4-2025


20/04/2025